فن

“الهاليو” الكوري يستحوذ على عقول الشباب العربي 

الهاليو
الهاليو
الهاليو

اُستخدم مصطلح “الهاليو”، أو “الموجة الكورية” للمرة الأولى من قبل الإعلام الصيني في أواخر التسعينيات للإشارة إلى التصاعد السريع في شعبية الثقافة الكورية الجنوبية في البلدان الآسيوية كاليابان والصين، وتزامن ذلك مع النجاح الكبير الذي حققته مسلسلات درامية كورية جنوبية في تلك البلدان.
ومؤخراً، أضيفت أكثر من 20 كلمة كورية لقاموس أوكسفورد للغة الإنجليزية، من بينها كلمة Hallyu “هاليو”، ما يلقي الضوء على المد الثقافي الكوري الذي شهد صعوداً متواصلاً في مختلف أنحاء العالم.

يا هلا بـ”الهايلو”

وفي عام 2019، تدفق 60 ألف متفرج بالسعودية على العاصمة الرياض لمشاهدة الحفل الموسيقي الذي أقامه فريق “بي.تي.إس” في إطار موسم الرياض الترفيهي، كما أعلن رئيس مجلس الهيئة العامة للترفيه في المملكة تركي آل الشيخ أواخر أكتوبر الماضي عن توقيع عقد حفل مع فرقة كورية، دون الإعلان عن اسم تلك الفرقة.
وفي مايو الماضي، أعلن عن تعاون بين المغني السعودي بدر الشعيبي والمغنية الكورية الجنوبية أليكسا، من خلال مشروع برعاية منصة البث الموسيقي “سبوتيفاي”.
وسبق ذلك إقامة حفل للفريق، وغيره من كبار الفرق الغنائية الكورية في أبو ظبي بالإمارات عام 2016، في إطار مهرجان K-Con، وهو مهرجان سنوي لموسيقى البوب الكورية بدأ في الولايات المتحدة، ثم امتد إلى دول أخرى كاليابان، والإمارات، وفرنسا، والمكسيك.
وفضلا عن السعودية والإمارات، هناك دول عربية أخرى يقوم مستخدمو منصة “سبوتيفاي” فيها بالاستماع إلى أغاني البوب الكورية، مثل مصر والجزائر والمغرب.
وذكرت مصادر إعلامية، أن السوق السعودية هي الأكبر استهلاكاً للثقافة الكورية عبر الإعلام و وسائل التواصل الإجتماعي، في حين أن السوق المصرية هي الأسرع نموا، حيث ازدادت فيها نسبة الاستماع 33 % في الفترة من 2019-2020.

 

[two-column]

تمكنت السينما الكورية من الفوز بالعديد من الجوائز

[/two-column]

مليار مشاهدة

يذكر أن الموجة الكورية توسعت عام 2010، لتشمل التقاليد والأطعمة والأدب واللغة، وقد ساعدها في ذلك منصات يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي.
حيث احتفظت أغنية “غانغام ستايل” للمغني الكوري الجنوبي “ساي” عام 2012، بالمركز الثاني على قائمة Billboard Hot 100 الأمريكية للأغاني الأكثر مبيعاً وتحميلاً لسبعة أسابيع على التوالي، وأصبح فيديو الأغنية أول فيديو على موقع يوتيوب يحصل على مليار مشاهدة، ممهداً بذلك الطريق لانتشار الهوس بأغاني الكي-بوب في مختلف أنحاء العالم.

القوة الناعمة

ولم يأت الانتشار الكبير للموجة الثقافية الكورية الجنوبية بالصدفة، بل لطالما عكفت الحكومة الكورية على استخدام تلك الموجة كمصدر للقوة الناعمة – وهو مصطلح ابتكره في أواخر الثمانينيات جوزيف ناي عالم السياسة الأمريكي، ويعني قدرة بلد ما على إقناع الآخرين بفعل ما تريد بدون استخدام القوة أو الترهيب.
حيث بلغت الميزانية المخصصة لوزارة الثقافة والرياضة والسياحة لعام 2022 رقماً ضخماً بلغ أكثر من 6 مليارات دولار أمريكي.
وذكرت الصحيفة أن الوزارة تعتزم زيادة دعمها لإنتاج المحتوى الثقافي والموجة الكورية والترويج لكوريا على مستوى العالم.
كما أن الحكومة تلعب دوراً نشطاً في إدارة “الموجة” خارج كوريا، من خلال تنظيم مهرجانات ثقافية مختلفة تبرز ما تقدمه البلاد في هذا الشأن، وكذلك القيام بحملات علاقات عامة للترويج للسمات الثقافية التي تنفرد بها البلاد.
ودشن قطاع الثقافة والإعلام بوزارة الثقافة الكورية، نحو 40 مركزاً ثقافياً في بلدان في أفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا والأمريكتين والشرق الأوسط وأفريقيا، للترويج للموجة الثقافية الكورية.


الصادرات الثقافية  

وكشفت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء، أن صادرات البلاد الثقافية بلغت قيمتها 12.3 مليار دولار عام 2019، بارتفاع قدره 22.4% عن عام 2018.
ومؤخراً، ذكرت وسائل إعلام آسيوية أن فريق البوب الكوري الجنوبي “BTS” أسهم وحده في اقتصاد بلاده بمبلغ 4.9 مليار دولار، وهو ما أطلق عليه إعلامياً “تأثير BTS”.

جذب السياحة العالمية

كما أدت الشعبية المتزايدة للموسيقى والدراما الكورية إلى ظهور جيل جديد من المشاهير الكوريين الجنوبيين الذين أصبحت لهم شعبية طاغية في بلدان جنوب شرق آسيا، كاليابان والصين وتايوان وهونغ كونغ وسنغافورة وفيتنام، ويجذبون جمهوراً كبيراً من المعجبين أينما ذهبوا.
وفي ذات السياق، أسهمت الموجة الكورية في زيادة السياحة الخارجية إلى البلاد بنسبة كبيرة.
ووفق استطلاع للرأي أُجري في عام 2019، أسهمت “الهاليو” بنسبة 55.3% من السياحة القادمة إلى البلاد.
ومع زيادة شعبية الأفلام والمسلسلات، تدفق سائحون من الكثير من البلدان على كوريا الجنوبية للإطلاع على ثقافة البلاد عن قرب، وزيارة المواقع التي تم فيها تصوير تلك الأعمال.

اقرأ أيضًا

زعيم كوريا الشمالية يزيل صور أجداده ويضع أيديولوجية باسمه

كوريا الشمالية تطلق صاروخًا باليستيًا من غواصة قبالة اليابان.. ما عواقب ذلك؟

لماذا تختبر كوريا الشمالية صاروخ كروز جديد.. رغم العقوبات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *