سياسة عالم

كيف ستبدو الحروب المستقبلية وهل رأينا شيئًا منها؟

ميزانية التكنولوجيا الرقمية

شهدت الأعوام القليلة الماضية تحولات جذرية في السياسات الدفاعية لعدة دول.. هناك بلدان، مثل بريطانيا، رفعت ميزانية التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي والإنترنت مقابل خفض الميزانية المخصصة للأجهزة التقليدية وأعداد القوات.

يحدث ذلك في وقت يشهد عدة صراعات إقليمية.. روسيا مثلُا تحشد قواها على الحدود الأوكرانية وسط توقعات بالغزو، والصين أيضًا يرتفع صوتها بشأن استعادة تايوان، وبالقوة إذا لزم الأمر.. لكن كيف يبدو مستقبل حرب القوى العظمى.. وهل الغرب مستعد للتحديات المقبلة؟

أجرت روسيا تجربة صاروخية في الفضاء ودمرت أحد أقمارها الصناعية، وأجرت الصين خلال الصيف اختبارات على صواريخها المتطورة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، القادرة على السفر بسرعة تزيد أضعاف عن سرعة الصوت.. إضافة إلى الهجمات السيبرانية.

تعتقد ميشيل فلورنوي، المسئولة الاستراتيجية لوزارة الدفاع الأمريكية في عهد الرئيسين كلينتون وأوباما، أن تركيز الغرب على الشرق الأوسط خلال العقدين الماضيين سمح لخصومه بتحقيق الكثير للحاق بالركب من الناحية العسكرية.

مشيرة إلى أن أمريكا وحلفاؤها خرجت من 20 عامًا من التركيز على مكافحة الإرهاب والتمرد والحروب في العراق وأفغانستان، لتجد الآن أنها في منافسة جادة للغاية بين القوى العظمى، التي استثمرت في مجموعة كاملة من التقنيات الدفاعية الجديدة.

لكن ماذا لو اندلعت التوترات الحالية بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا على سبيل المثال، أو بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان؟

يقول الخبراء إن الجيش الصيني أنشأ وكالة جديدة تسمى قوة الدعم الاستراتيجي التي تنظر في الفضاء والحرب الإلكترونية والقدرات السيبرانية.

أول الأشياء تقريبًا التي قد تحدث في أي أعمال عدائية ستكون هجمات إلكترونية ضخمة من كلا الجانبين، ستكون هناك محاولات لتعمية الآخر عن طريق قطع الاتصالات، بما في ذلك الأقمار الصناعية أو حتى قطع الكابلات الحيوية تحت البحر التي تحمل البيانات، كل هذا سيؤدي إلى توقف الهواتف فجأة عن العمل وتجف محطات الوقود ويغرق توزيع الطعام في حالة من الفوضى

لا تستثمر القوى العُظمى بشكل مكثف في القدرات الإلكترونية الهجومية فقط، ولكن أيضًا في قدرات الحرب الإلكترونية التي يمكنها تشويش الأقمار الصناعية وتعطيل الاتصالات، لذلك ليس الجيش فحسب، بل المجتمعات بشكل عام ستكون هدفًا رئيسيًا في الصراع المستقبلي.

الخطر العسكري الأكبر هنا هو التصعيد غير المخطط له.. فإذا كانت الأقمار الصناعية الخاصة بدولة ما لا تتواصل ولا يمكن للمخططين التأكد مما يحدث، فإن ذلك سيُصعِّب من اتخاذ الخطوة التالية.. هذا سيترك القادة أمام خيار الرد إما بطريقة “الحد الأدنى” أو “الحد الأقصى”، الأمر الذي يحمل مخاطر متأصلة في زيادة التوترات المتصاعدة.

“سلاح الليزر”.. تدشين عصر جديد من الحروب

أينشتاين العرب.. قصة عالم وصل لسر الذرة وطور نظريات الفيزياء

خلال عقدين.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي حياتنا؟