عالم

كيف خططت أمريكا لحماية الرئيس وكبار المسؤولين في حالة الهجوم النووي؟

الهجوم النووي

في ظل حالة الاستقطاب التي يشهدها العالم مؤخرًا، وتصاعد الصراعات السياسية، قد يتبادر إلى أذهاننا كيف تخطط الدول الكبرى لحماية النخبة العامة وكبار المسؤولين لديها في حالة الهجوم عليها من جانب أعدائها؟

قد لا نملك إجابة واضحة، خاصة أن مثل هذه الخطط تُحاط بقدر كبير من السرية، ولكن هناك العديد من السيناريوهات القديمة التي قد تُشير إلى طريقة تفكير الدول الكبرى في مثل هذه المواقف، وأبرزها خطط الولايات المتحدة لحماية رؤسائها وكبار مسؤوليها في مختلف الفترات والحقب السياسية.

منتجع غرينبريار

يقع منتجع غرينبريار في ولاية وسترن فرجينيا الأمريكية، وهو وجهة عطلات قديمة كبيرة يتميز بالفخامة والأناقة، ولكنه يحتوي على أثر تاريخي، يعود لفترة الحرب الباردة وهو مخبأ سري تم بناؤه في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي تحت ستار توسعة المنتجع، ولكن الغرض الحقيقي منه كان إخفاء الرئيس وأعضاء الكونغرس وكبار المسؤولين الأمريكيين في حالة الطوارئ.

مخبأ غرينبريار يحتفظ حتى الآن بتجهيزاته التي تعتبر أثرية، مثل الهواتف الأرضية التقليدية ذات القرص الدوار، والكراسي القديمة التي تعيد للأذهان مشاهد الأفلام الهوليوودية القديمة قبل عصر الأفلام الملونة.

ولكن لم يستخدم هذا المخبأ للغرض الذي تم بناؤه من أجله، إذ تم إيقاف تشغيله عام 1992 بعد الكشف عن مكان وجوده وعدم جدوى استخدامه في ضوء تطورات العصر الحديث.

نظريتي التنقل والصلابة

يعتقد مسؤولي الولايات المتحدة، أنه كلما كان هناك مزيد من التطور في سرعة المقاتلات والصواريخ، كانت المدة المحددة للإنذار والتحذير والإخلاء للحماية من الهجوم قليلة، وخاصة مع احتمالية أن يكون الهجوم نووي وبالتالي يتطلب تدابير أمان أكثر إلحاحاً.

طرحت القيادات الأمريكية حلين هما التنقل أو الصلابة، ويتمثل مفهوم التنقل بأن يظل الرئيس في حالة حركة دائمة، سواء على متن طائرة أو قطار أو سفينة، بحيث يصعب تحديد مكانه وبالتالي يصعب استهدافه

أما الصلابة فيقصد منها، أن يتم إخفاء الرئيس في مخبأ بأعماق الأرض على مستويات أعمق مما يمكن أن يصل إليه أي سلاح، حتى لو كان نوويًا.

[two-column]

في 11 سبتمبر 2001 وبعد الهجوم الشهير الذي تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية، تم نقل أعضاء الكونغرس بعد إخلاء مبنى الكابيتول إلى ما يسمى مركز قيادة الطوارئ في جبل ويذر بجبال بلو ريدج، الذي يمتلك قدرة استيعابية كبيرة تكفي لحماية مئات الأشخاص من الفروع الثلاثة للحكومة الأميركية لعدة أشهر.

[/two-column]

غواصة لأيزنهاور

في عهد الرئيس الأمريكي “دوايت أيزنهاور”، كانت السلطات الأمريكية قد وضعت خطة لإبعاده عن واشنطن في حالة الطوارئ على متن قارب سريع، ومن ثم إخفاؤه داخل غواصة نووية كبيرة في أعماق البحر، خاصة أن المروحيات في ذلك الوقت كانت غير موثوقة بالنسبة للنقل الرئاسي.

وكان الكابتن “إدوارد بيتش” مسؤولًا عن تنفيذ تلك الخطة، حيث وصف تلك الغواصة بالضخمة بما يكفي لاستخدامها كمقر قيادة رئاسي من أعماق المحيط.

طائرة لكينيدي

في عهد الرئيس الأمريكي جون كينيدي تم تعديل مخطط الطوارئ بحيث يتناسب مع التطور وقتها، وكان عبارة عن مركز قيادة محمول جوًا، وبالفعل استقر الأمر على أن يتم إبعاد الرئيس عن مناطق الخطر عن طريق الجو وأن يستقل طائرة ضخمة يستخدمها كمركز للقيادة الرئاسية، وفي الوقت ذاته تم طرح سيناريو آخر من قبل البنتاغون عام 1963 بإنشاء مركز القيادة العميقة تحت الأرض DUCC.

وكان التصور الخاص بمركز القيادة DUCC عبارة عن كبسولة مضادة للصدمات والتفجيرات محفورة في الصخرة الحية على عمق 3500 قدم تحت واشنطن العاصمة، ويمكن الوصول إليها عن طريق الأنفاق من البيت الأبيض ومبنى الكابيتول هيل والبنتاغون، على أن يكون قادرًا على استقبال 300 شخص لمدة تصل إلى شهر بعد القصف برؤوس حربية زنة 300 ميغاطن.

ولكن صادف هذا المشروع عدة مشكلات أبرزها ضخامة التكاليف التي توازي تكاليف إنشاء ما يقرب من جميع مواقع القيادة المتنقلة جواً وبحراً مجتمعة.

مركز قيادة الطوارئ في جبل ويذر

في 11 سبتمبر 2001 وبعد الهجوم الشهير الذي تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية، تم نقل أعضاء الكونغرس بعد إخلاء مبنى الكابيتول إلى ما يسمى مركز قيادة الطوارئ في جبل ويذر بجبال بلو ريدج، الذي يمتلك قدرة استيعابية كبيرة تكفي لحماية مئات الأشخاص من الفروع الثلاثة للحكومة الأميركية لعدة أشهر.

اقرأ أيضًا:

القنابل النووية الأكثر فتكًا في العالم

قريباً.. مفاعل نووي يولد الكهرباء على سطح القمر والمريخ

تدفئة مياه المنازل باستخدام الطاقة النووية