عالم

“بغداد” عاصمةٌ من ألف ليلة وليلة

بغداد

يحتفل العراق في شهر نوفمبر من كل عام، بيوم تأسيس بغداد قبل نحو 13 قرناً، على يد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، وذلك في عام 762 للميلاد، لتكون عاصمة الخلافة العباسية. وقد استغرق بناؤها 4 سنوات.

بغداد
بغداد

التأسيس الحقيقي

لطالما كان موقع بغداد عامر بالشعوب المختلفة قبل فترة طويلة من دخول العرب لبلاد ما بين النهرين في 637 ميلادية، إذ استقرت فيها العديد من الإمبراطوريات القديمة.
ومع ذلك، فإن التأسيس الحقيقي للمدينة يعود إلى عام 762 للميلاد، عندما اختير الموقع بين الكاظمية والكرخ الحالية، من قبل الخليفة الثاني للدولة العباسية أبو جعفر المنصور لبناء عاصمته، وتم تأسيس “مدينة السلام” داخل أسوار دائرية، وأطلق عليها البعض “المدينة المستديرة”.

ألف ليلة وليلة

كانت بغداد في البداية مجمعاً حكومياً أكثر من كونها مدينة سكنية، وكان قطرها يبلغ حوالي 2700 متر، ولها 3 أسوار، وكانت تأوي حاشية الخليفة، وقد رُبِطت 4 طرق رئيسة بين قصر الخليفة والمسجد الكبير في المركز ومختلف أنحاء الإمبراطورية.
وأدى الحجم المحدود لهذه المدينة إلى توسع سريع خارج أسوارها، حيث بنى التجار المتاجر والمنازل حول البوابة الجنوبية وشكلوا منطقة الكرخ.
وبحلول عام 946 للميلاد، أُسِّس مقر الخلافة بالكامل على الضفة الشرقية، ووصلت بغداد إلى أوج ازدهارها الاقتصادي والفكري في القرن الثامن وأوائل القرن التاسع، تحت حكم المهدي الذي حكم بين عامي (775- 785) للميلاد، وخليفته هارون الرشيد (786- 809)، حتى انعكس مجدها تلك الفترة في قصص ألف ليلة وليلة، ثم اعتُبِرت أغنى مدينة في العالم، وكانت موانئها تكتظ بالسفن القادمة من الصين والهند وشرق إفريقيا.
واستمرت الخلافة العباسية نحو 5 قرون، قبل أن تنتهي نهاية مروعة على أيدي المغول، ففي عام 1258 للميلاد، اجتاح هولاكو، حفيد الفاتح المغولي جنكيز خان، بلادَ ما بين النهرين، ونهب بغداد وقتل مئات الآلاف من سكانها وأحرقها، كما دمر العديد من السدود مما جعل استعادة نظام الري شبه مستحيل، وبذلك أُلغِيت إمكانات بغداد للازدهار في المستقبل.

النفوذ الأجنبي

وفي عام 1534، استولت الإمبراطورية العثمانية على المدينة في عهد السلطان سليمان الأول، وقد نما النفوذ الأوروبي في بغداد إبان القرن التاسع عشر مع زيادة التجارة الأوروبية. وشهد العراق انتفاضة ضد البريطانيين في مايو من عام 1920 (ثورة العشرين) عندما شعر الشعب العراقي بأن الوعود التي قُدِّمت له بالاستقلال قد سُحِبت، وتطلب الأمر نشر أكثر من 100 ألف جندي بريطاني وهندي.

ولتخفيف مقاومة الحكم البريطاني، قررت بريطانيا في مارس 1921، التعاون مع فيصل بن الحسين، وإبرام معاهدة معه تنص على الاستقلال في نهاية المطاف.

تدمير البنية التحتية

وفي عام 1968 تولى حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة، وحققت الحكومة البعثية استقراراً نسبياً وتطوراً داخلياً، لا سيما بعد عام 1973، عندما أدى ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى زيادة كبيرة في عائدات الحكومة والشعب. بحسب دائرة المعارف البريطانية.
و خلال هذه الفترة شهدت بغداد أكبر عملية توسع وتطور، أعقبها تراجع بسبب 8 سنوات من الحرب مع إيران المجاورة خلال ثمانينيات القرن الماضي. كما تعرضت بغداد لقصف مكثف خلال حرب الخليج (1990-1991)، فدُمِّر جزء كبير من بنيتها التحتية.
تضم مدينة بغداد العديد من الأحياء، مثل المنصور والأعظمية والكاظمية والجادرية والدورة والكرادة، وتعد مدينة الصدر أكبر مناطق بغداد في عدد السكان.
وتمتاز بغداد بأنها أكبر مدينة في العراق، وواحدة من التجمعات الحضرية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الشرق الأوسط، كما تمتاز بمركزها الثقافي العظيم للحضارة العربية والإسلامية.

مميزات سياحية

تتميز مدينة بغداد بتاريخها العريق، فهي غنية بالمواقع الثقافية والأثرية.

ومن أهم الأماكن الجديرة بالزيارة فيها:

نصب الشهيد: وهو من أهم المعالم في الجهة الشرقية، يرتكز على منصة دائرية يبلغ قطرها 190 متراً، ويُعبِّر عن الجنود العراقيين الذين لقوا حتفهم في الحرب مع إيران.

النصب التذكاري: وهو نصب آخر مستوحى من الحرب العراقية الإيرانية، ويشكل درعاً تقليدياً سقط من يد محارب عراقي.

حديقة الحيوانات: وهي حديثة ضخمة تمتاز باحتوائها على مجموعة كبيرة من الحيوانات المختلفة، على الرغم من أنها تأثرت بشدة في حرب عام 2003.

المتحف: وفيه العديد من الآثار التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ حتى القرن السابع عشر، مثل العملات، والهياكل البشرية، والجواهر، والتماثيل، كما يحتوي على آثار الدول الإسلامية، كبقايا سور بغداد، ودار الخلافة، ومقر المعتصم، والمدرسة المستنصرية التاريخية.

 

اقرأ أيضًا

كيف استعاد العراق 17 ألف قطعة من آثاره المنهوبة؟

من الملكية إلى الجمهورية.. أبرز الاغتيالات السياسية في العراق

31 عامًا على غزو العراق للكويت.. ماذا حدث؟