صحة

“السكريات” قد تكون بريئة من فرط النشاط ونقص الانتباه!

يعتبرها البعض حالة شائعة مرتبطة بالصحة العقلية، وكثيرا ما يساء فهمها، إنها حالة اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، التي تعتبر حالة مزمنة تصيب ملايين الأطفال وتلازمهم حتى في مرحلة البلوغ.

الاندفاع وفرط النشاط

يعاني الأطفال الذين يصابون بهذا الاضطراب بشكل خاص من تقييم ذاتي متدنٍّ، وعلاقات اجتماعية مضطربة، بالإضافة إلى التحصيل المتدني في المستوى التعليمي.

وتشمل الأعراض قِلّة الانتباه وفرط الحركة والاندفاع الدائم، وتعتبر سلوكيّات منتشرة قد يمر بها الجميع من وقتٍ لآخر، إلا أن المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، تحدث معهم هذه السلوكيات بشكلٍ متكرر، وتتعارض مع حياتهم اليومية في أماكن مثل المدرسة والمنزل.

ويؤثر اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط على أكثر من 6 ملايين طفل في الولايات المتحدة، وتظهر الأعراض على الأشخاص المصابين به عند بلوغهم سن 12 عاماً، وعادةً ما تستمر حتى مرحلة المراهقة، كما يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على المصابين طوال حياتهم.

وفي المتوسط، يصاب طالبان اثنان في كل فصل دراسي في الولايات المتحدة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وتؤكد الأبحاث عدم وجود علاقة للأمر بمستوى الذكاء أو القدرة على الانخراط في المجتمع، مثل تكوين الصداقات، والتفوّق في مجالاتٍ مختلفة كالرياضة والفن وأي نقاط قوة أخرى.

الجينات والبيئة المحيطة

حتى الآن، لم يتوصل العلماء إلى مسببات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، ويعتقد الباحثون أن الجينات قد تلعب دوراً، لكن لا أحد يعرف تحديداً كيف تفعل ذلك.

استناداً إلى سنوات من نتائج البحث، يعزو العلماء هذه الحالة إلى مزيج من العوامل، منها كيفية عمل دماغ الشخص المصاب وبيئته المحيطة.

وتوصلت نتائج العديد من الأبحاث إلى أن هذا المرض لا يرتبط بالإفراط في تناول السكريات أو استخدام الأجهزة الإلكترونية كما كان يعتقد في السابق.

 

[two-column]

يعاني الأطفال الذين يصابون بهذا الاضطراب بشكل خاص من تقييم ذاتي متدنٍّ، وعلاقات اجتماعية مضطربة، بالإضافة إلى التحصيل المتدني في المستوى التعليمي.

[/two-column]

تدخل أولياء الأمور

وكشف الباحثون أن طرق تعامل الآباء مع أطفالهم ليست ذات علاقة وطيدة في إصابتهم بهذا الاضطراب، لكن الأطفال والمراهقين المصابين به لديهم سلوكيات تتطلب تدخل أولياء الأمور أكثر من الأطفال غير المصابين.

ويعتقد معظم علماء النفس أن اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط هو صفة لا يمكن تغييرها، مثل لون العينين أو الطول، ولا يمكن للأطباء علاجه بشكل تام ونهائي.

العلاج السلوكي

توصل الباحثون إلى عدة طرق وأساليب تساعد المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في التغلب على التحديات التي تواجههم، ويتضمن هذا العلاج تحديد أهداف واضحة للشخص المصاب، وإعطائه ملاحظات حول التقدم الذي يحققه نحو تلك الأهداف، وتقديم المكافآت أو الامتيازات عندما يحقق أهدافه، بالإضافة إلى تدريب الآباء على كيفية منح أطفالهم المكافآت العينية أو النفسية عند إتمام أبنائهم واجباتهم المدرسية وأعمالهم المنزلية، أو عند تصرفهم تصرفًا جيدًا بشكلٍ عام.

ويمكن للأطفال والمراهقين المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، تحديد أهداف لأنفسهم والعمل بجد لتعلُّم طرق الحفاظ على التنظيم وإدارة الوقت.

وقد يُحدث العلاج السلوكي فرقًا لأن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعمل مثل الضوء الذي يتم تشغيله بواسطة مفتاح رفع أو خفض شدة الإضاءة، فبدلاً من مجرد تشغيله أو إيقاف تشغيله، يمكن رفعه إلى مستوى ساطع، أو خفضه إلى وميض خافت.

اقرأ ايضا:

لماذا أقرت الصين قانون سياسة الطفل الواحد؟

دراسات: 300 مليون طفل في طريقهم إلى “الاكتئاب والقلق

هل يتأثر الطفل حقًا بكونه وحيد أبويه؟.. العلم يجيب