أحداث جارية تقنية

أرقام مقلقة.. ما مقدار النفايات في البحر الأبيض المتوسط؟

في الوقت الذي يُعد البحر الأبيض المتوسط غنياً بالتنوع البيولوجي، ما يجعله مجال اهتمام للحفاظ على النظم البيئية البحرية؛ فإنه أيضاً يعتبر ​بقعة ساخنة للتلوث البلاستيكي، وفق ما رصد باحثون مختصون في شؤون البيئة.

فريق من الباحثين من المركز “الهليني” لبحوث البحرية في اليونان، أصدر دراسة حديثة مقلقة، نُشرت في صحيفة “فرونتييرز”، ونبهت إلى أن كمية ضخمة للغاية من النفايات البلاستيكية، يجري إلقاؤها سنويا، قبالة السواحل الأوروبية، في البحر الأبيض المتوسط.

طور فريق الباحثين نموذجاً لتتبع مسارات ومصير الحطام البلاستيكي من المصادر البرية في البحر الأبيض المتوسط، وذكروا أنه من المحتمل أن يكون هذا بسبب سواحله المكتظة بالسكان وصيد الأسماك والشحن والسياحة والتدفق المحدود للمياه السطحية إلى المحيط الأطلسي.

وأظهرت نتائج الدراسة أنه يمكن ملاحظة الحطام البلاستيكي عبر البحر الأبيض المتوسط، من الشواطئ والمياه السطحية إلى قاع البحر، ويقدر الباحثون أن نحو 3760 طناً مترياً من الحطام البلاستيكي تطفو حالياً في البحر الأبيض المتوسط، أي ما يعادل وزن ثماني طائرات جامبو، فيما تقول صحيفة “إندبندنت” البريطانية إن 17 ألفاً و600 طن متري من النفايات البلاستيكية، يتم إلقاؤها سنوياً جنوبي أوروبا.

 

وتشير البيانات إلى أن 84% من النفايات الملقاة ينتهي بها الأمر على الشواطئ، لكن 16% تظل على سطح الماء أو تذهب إلى أعماق البحر.

[two-column]

كمية ضخمة للغاية من النفايات البلاستيكية، يجري إلقاؤها سنويا، قبالة السواحل الأوروبية، في البحر الأبيض المتوسط

[/two-column]

في السياق نفسه، تشير الأرقام إلى إنتاج ما يقارب 368 مليون طن من البلاستيك في العالم، عام 2019، وكان ذلك أكبر ارتفاع سنوي منذ خمسينيات القرن الماضي، علماً بأن جزء كبير من البلاستيك ينتهي به الحال في البحار والمحيطات، فيما تشير التقديرات إلى وجود ما يقارب 250 ألف طن من المادة في المياه المالحة حول العالم.

ويعد البحر الأبيض المتوسط، من أكبر البحار تضرراً وعرضة للخطر، لأن أغلب سواحله مأهولة، كما أنه يشهد نشاطاً مكثفاً للصيد وأنشطة ترفيهية وسياحية، وبما أن مياهه لا تتدفق كثيراً صوب المحيط الأطلسي، فإن هذا البحر يكون أكثر عرضة لخطر التلوث.

وينبه الباحثون إلى خطوة تلوث البحر المتوسط، لأن سواحله غنية من ناحية “التنوع البيولوجي”، كما أن الناس أيضا قد ينتهي بهم المطاف إلى أكل البلاستيك ما داموا يتناولون السمك الذي يخرج من البحر.