تقنية

اختراعات واكتشافات نسائية نُسبت للرجال

قديمًا، حُرمت المرأة من الاعتراف بها كمؤثر حقيقي في مجال العلوم والتقنية، حيث كان ينظر إليها على أنها في منزلة أدنى من منزلة الرجل، رغم أن النساء حققن إنجازات ثورية واختراعات عديدة غيرت مجرى التاريخ، إليكم أمثلة من التاريخ تبرهن على عدم الاعتراف بكثير من الإسهامات والجهود النسائية.

 

1- أول حاسب آلي إلكتروني

في بداية الحرب العالمية الثانية ، كان القسم الهندسي بالجيش الأمريكي أقل المجندين الذكور، لذلك كملاذ أخير، بدأت الحكومة في تجنيد النساء، وقاموا بتدريبهن على أساسيات ENIAC، وهي آلة كبيرة الحجم مصممة بأسلوب الحاسب الآلي كان من المفترض أن تساعد في التنسيق أثناء الحرب.

تم تعيين كاثلين ماكنولتي، وفرانسيس بيلاس، وبيتي جين جينينغز، وروث ليشترمان، وإليزابيث سنايدر، ومارلين ويسكوف كمسؤولات عن  ENIAC، وتم تسليمهن مسؤولية إصلاح مواطن خلل وبطء الجهاز، وبالفعل نجحن في مهمتهن ببراعة، ولكن خلال التغطية الإعلامية، ظهر ENIAC كما لو كان اختراعًا تقنيًا يعمل بنفسه بفضل المهندسين الذكور بريسبر، وإيكرت، وموشلي، وتم تجاهل جهود النساء الست تمامًا.

[t [two-column]

عملت النساء الست بشكل مكثف لجعل الحاسب الآلي يعمل بسلاسة، وقمن ببرمجته لتحسين سرعته الحسابية، وتوصيل الأسلاك بالآلة لإجراء عمليات حسابية محددة.

[/two-column]

2- مساحات الزجاج الأمامية في السيارات

في عام 1902، أثناء زيارتها لنيويورك خلال أشهر الشتاء، لاحظت ماري أندرسون أن سائقي السيارات يضطرون إلى الخروج من سياراتهم بشكل متكرر لمسح الثلج من على الزجاج الأمامي، وأدركت كم كانت هذه المهمة شاقة للغاية، لذلك فكرت في اختراع جهاز يمكن أن يمسح الثلج بدلًا عنهم.

بعد عدة محاولات فاشلة، اخترعت ماري أخيرًا ممسحة شبيهة بالشفرة يمكن تثبيتها في مقدمة السيارة على غطاء المحرك يمكن تشغيلها يدويًا بواسطة الشخص الموجود في المقاعد الأمامية، وفي وقت لاحق، حصلت على براءة اختراع لجهازها، لكن لم تكن أي شركة تصنيع على استعداد لبدء بيع هذا المنتج لأنها لم تعتبره مناسبًا بما يكفي، وبعد بضع سنوات، انتهت صلاحية براءة اختراعها، وصنع المخترع روبرت كيرنز شفرات المساحات، ليحوز على الاعتراف باختراعها.

 

3- اكتشاف الانشطار النووي

بفضل مشاركة ليز مايتنر الواسعة في مجال الفيزياء النووية تم اكتشاف الانشطار النووي، وقد ساعد هذا الاكتشاف في إرساء الأساس لصناعة القنبلة الذرية خلال منتصف القرن العشرين.

تعاونت ليز باحترافية مع الكيميائي أوتو هانه لأكثر من 30 عامًا، صحيح أن هانه هو من أجرى التجربة، لكن ليز هي من أثبتت النظرية الكامنة وراءها، ومع كون ليز تنتمي للديانة اليهودية أثناء الحكم النازي لألمانيا، ومع عدم شيوع وجود النساء في هذا المجال آنذاك، عندما نشر أوتو النتائج التي توصلوا إليها، تأكد من إزالة اسمها من المستند، ونسب إلى نفسه الفضل في النتائج التي أمضت ليز حياتها في العمل عليها.

 

4- علاج الجذام

عندما كانت أليس أوغستا بول أول امرأة تتخرج من جامعة هاواي بدرجة الماجستير وأول باحثة ومدربة أمريكية من أصل أفريقي في قسم الكيمياء بالجامعة خلال فترة عملها، كان الجذام ينتشر بشكل كبير في جميع أنحاء هاواي، وكان زيت شجرة تشاولموغرا يستخدم لعلاج مرضاه، لكن كان تأثيره محدودًا، لأنه لم يكن من السهل حقنه.

طُلب من أليس صنع شكل من الزيت قابل للحقن، وفي غضون عام واحد، صنعت المطلوب منها، وهو ما كان بمثابة قفزة نوعية كبيرة في التاريخ الطبي، إذ تم استخدام دوائها خلال العقدين التاليين، لكن عندما ماتت بول في سن الرابعة والعشرين بسبب حادث معمل، نشر زميلها آرثر دين التقارير، وأزال اسمها من عليها ناسبًا لنفسه جهودها، فحصل على كل ما كان يجب أن تحصل هي عليه من تقدير.

 

5- مكواة فرد الشعر

في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر، ابتكرت أدا هاريس وهي معلمة في مدرسة أمريكية من أصل أفريقي أداة فرد الشعر التي يمكن تسخينها بسهولة على الموقد بهدف فرد الشعر المجعد، لكن لم ينسب هذا الاختراع الخاص بها إليها أبدًا، لأن الجميع نسبه إلى مارسيل جراتو وهو الشخص الذي اخترع مكواة تجعيد الشعر قبل عقد من الزمن قبل هاريس، وهو ما سبب خلطًا بينهما، إنما نحن الآن في عصرنا الحديث، ندرك جيدًا أن مكواة التجعيد والتمليس هما اختراعان مختلفان تمامًا يلبيان احتياجات مختلفة.